الفتيات وكتابة الخواطر.. قصص وحكايات

الفتيات وكتابة الخواطر.. قصص وحكايات



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قصص وحكايات







كلما نظرت للأمام وأقول ما هي

إلا أيام وتعم السعادة حياتي

ولكن!! لا تلبس إلا ثواني

وتقتل فرحتي لتسيطر مآساتي

لتطل عليا بألم جديد وجرح ثاني

من أقرب الناس إلى أنفاسي

وآهات تصيبني لأني أدخلتهم حياتي

وأسألهم: أخبروني ما هو جرحكم الآتي؟

ومن هو جارحي التالي؟



هكذا تعبر الفتاة الفلسطينية مها فالح
عن تفاصيل حزنها في خواطر أحياناً يُعجزها القلم عن خطها بمداد الحبر،
فيبقى صوتها حبيس أنفاسها وزوايا حنجرتها وصفحات دفاتر أيامها، تقول مها:
"إن كل ما يستفز مشاعرها يكون صالحاً للكتابة والتعبير عنه بالشكل الذي
تراه مناسباً"، وتضيف أن أكثر موقف سعيد أو حزين تمر به يهديها لغة خصبة
للتعبير، فتخرج الكلمات ملامسة لنبض القلوب.

وتستكمل:
مشيرة إلى أن أغلب كتاباتها خصبة بالمواقف التي تتحدث عن الحياة والجرح
والكذب والحاجة للحنان، سواء حنان الأب أو الأم أو الصديقة الوفية، وعقبت
قائلة: "تلك المواضيع مادة غالبية الفتيات في سن المراهقة والشباب".

مؤكدة
أن الظروف العائلية التي تعيشها الفتاة الفلسطينية والضغوطات الجمة التي
تواجهها تدعو الفتاة إلى أمرين، إما الانسلاخ إلى عالم الصديقات، أو الركون
إلى الورقة والقلم؛ للتعبير عما تفتقده من لمسات إنسانية في علاقاتها مع
أسرتها والآخرين، أو التعبير عن أمنياتها التي تراها تبرق بين عينيها حين
تجد الصديقة الوفية التي تمنحها الصداقة الحقيقية، وأشارت أن مشاعر الفتاة
تجاه أهلها وصديقاتها ومجتمعها تقودها إلى كتابة خواطر عن السعادة والأمل مفعمة بمشاعر الحب.



وتروي سعيدة مجاهد
طالبة جامعية عن أول مرة جلست تكتب فيها خواطرها قالت: "كنت في الصف
الثاني الإعدادي وكنت قد بدأت أكتب ما يأتي لخاطري في كراسة خصصتها لذلك،
واستغرقني الحدث الذي كنت أكتبه، حتى سمعت طرقات شديدة على الباب، ولما
فتحت وجدت جارتي وهي تتوجه إلى المطبخ وتفتح الصنبور وأغرقت المطبخ
بالمياه؛ فقد احترق الطعام الذي نبهتني أمي قبل أن تخرج لمتابعة طهيه،
وإغلاق البوتجاز لكنني استغرقت في حكاياتي، وما كان من عقاب لي أكثر من
إنني قمت بتنظيف المطبخ وعانيت كثيرا في تلميع تلك الأواني التي تفحم فيها
الطعام!





أما ريم مصطفى ـ
في الصف الخامس الابتدائي ـ فتقول: "في بداية الأمر أخذت في كتابة كل ما
يخطر على بالي، وما يحدث لي في البيت أو المدرسة أو مع أمي وأبي في أوراق
مفردة، وكانت تضيع مني أو يقرؤها بعض أفراد الأسرة؛ نظرا لتكرار نسيانها
ولكنني بعد قليل جئت بكشكول وبدأت أكتب فيه بانتظام وحددت الأيام والأحداث
والأماكن".





قصيدة زجلية في فهم الكيميا بالطعميا" !!



لم أكتب خواطر، وإنما كتبت شعرا رومنسيا هكذا تقول هدير خالد،
حيث تدرس في المرحلة الثانوية، وتحب الشعر وتحكي هدير عن خواطرها وأطرف
المواقف معها فتقول: كنت أحصل على الدرجات النهائية في دروس الإنشاء، وقد
شجعتني معلمتي على قراءة الشعر والأدب، وذات ليلة كنت أذاكر، وكنت أذاكر
درسا صعبا جدا في مادة الكيمياء، فتركت الكتاب وأمسكت بورقة وبدأت أكتب
قصيدة زجلية أتكلم فيها عن مأساتي مع الكيمياء، وفي حصة اللغة العربية أخذت
إحدى زميلاتي في الصف الورقة إلى المعلمة التي طلبت مني قراءتها على الصف،
فما كان إلا أن تعالت الضحكات وصفق الجميع لي، ولما قرأتها مدرسة
الكيمياء، استفاضت في شرح الدرس الصعب لنا، وكان السبب في فهمنا هو تلك
الكلمات التي كان عنوانها مربكا ومضحكا. " قصيدة زجلية في فهم الكيميا
بالطعميا" !!



وتحكي ليلى سعد
ـ في المرحلة الثانوية ـ عن كتابتها للخواطر قائلة: "جاءتني هواية كتابة
خواطري منذ طفولتي، وذات يوم كنت قد فعلت شيئا يضايق أمي، ولكنني لم أخبرها
به حتى لا تغضب مني، ولكنني عشت أياما أحس فيها بالحزن والألم؛ بسبب أنني
أخفي شيئا عنها، فأمسكت الورقة والقلم وجلست وحدي وكتبت كل ما حدث، وشعرت
بالراحة قليلا، لكن ضميري ما زال يؤنبني، وضعت الأوراق في درج مكتبي، وذهبت
للمدرسة، وحينما عدت وجدت أمي حزينة مني، وحينما اقتربت لأكلمها لم ترد
عليّ، ذهبت مسرعة إلى درج المكتب لكنني لم أجد الورقة كما تركتها، وعرفت
أنها قرأتها وعرفت كل شيء، فذهبت إليها واعتذرت لها عما حدث مني، ووعدتها
ألا أخطئ ثانية وألا أفعل ما يغضبها.



بنت النيل

أما أسماء رمزي
ـ طالبة جامعية ـ فتقول: كتابة الخواطر شيء ممتع؛ يجعلني أحكي كل ما يحدث
لي، ولكنني كثيرا أكتب أشياء أتمنى أن تحدث لي، وقد قرأ والدي بعض خواطري،
فقال لي: إنني أقدر على تأليف الحكايا والأحداث، وقال: إنني سأكون كاتبة
بشرط أن أقرأ كثيرا في كتب الأدب، ومنذ ذلك الوقت وأنا أقرأ كثيرا، وأقوم
بكتابة القصص مع زميلاتي، وأوقع تحت كتاباتي بلقب"بنت النيل"؛ كما كانت
الدكتورة عائشة عبد الرحمن توقع تحت كتاباتها بلقب "بنت الشاطئ" وأتمنى أن
أصبح أديبة كبيرة مثلها.



في ميدان التحرير

كثيرا
ما كنت أنظر إلى السماء، وأكتب ما أراه فأجد في النهاية أنني كتبت كلاما
جميلا، كما لا أصدق أنني أنا التي كتبت هذا الكلام، تروي وفاء مكاوي
التي ما تزال حديثة عهد بالجامعة، فتقول: كتبت خواطر كثيرة، طارت بها
زميلاتي من السعادة وقالوا لي: إنها قصص جميلة، فقد كتبتها كلها في ميدان
التحرير أثناء الثورة، حيث كنت أرافق أبي وأمي يوميا إلى الميدان، وكنت
كلما رأيت شيئا جلست بمفردي، بدأت في كتابة ما شاهدته في الميدان، حتى
تجمعت لدي قصص كثيرة يمكن إخراجها في كتاب في المستقبل.





الأديب الفلسطيني يسري الغول: على الفتيات التمرس على القراءة ثم القراءة



قديماً
كانت الكتابة الأدبية لدى الفتاة الفلسطينية حبيسة الأوراق والأحبار التي
خطت بها، والدرج الذي وضعت فيه بعيداً عن الأعين، فلم تكن لديها القدرة على
إظهار مواهبها أحياناً خجلاً، وأحياناً أخرى لضيق مستوى النضج الفكري
لديها، ولكن مع ثورة المعلومات التي اجتاحت العصر أصبح اهتمامها أكبر
بالتعبير عن كل ما يجول في نفسها بالخواطر النثرية والقصائد الشعرية
المنظومة.

ويرى الأديب الفلسطيني يسري
الغول أن الفتاة الفلسطينية باتت في عصر التكنولوجيا وثورة المعلومات أكثر
اهتماماً بالتعبير عن كل ما يجول في نفسها من خواطر نثرية، وقصائد شعرية
منظومة الوزن والقافية، وأضاف في حديث خاص بـ "لها أون لاين" أن الإنترنت
والتواصل الثقافي الذي أنتجه عصر ثورة المعلومات ساعدها على تطوير القدرة
الإبداعية في الكتابة الأدبية وبخاصة النثر ككتابة الخواطر".

مؤكداً
أنها في كل ما تكتب تتحدث عن واقعها الذي تعيشه بمشاكله المجتمعية
والعاطفية، وبيَّن الغول أن الفتاة الفلسطينية تميزت في فن الكتابة الأدبية
وبخاصة كتابة الخواطر أكثر من كتابة الشعر أو القصة القصيرة أو الرواية،
ولفت الغول إلى أن ذلك يعود إلى طبيعة البنية الفكرية والتفكير العقلي
لديها، والذي يجعلها بحسب وصف الغول مرهفة الحس، وتتعامل بالأحاسيس
والمشاعر في كل ما يعترضها فتكون وسيلتها للتعبير بالكتابة الأدبية.



ودعا
الغول الفتيات للتمرس على القراءة، ثم القراءة ثم القراءة بكل أنواعها،
الشعر والقصة والرواية المسرح؛ لأن ذلك من وجهة نظره يعزز الجوانب
الثقافية، ويفجر إبداعات لديها وتصبح لديها اللغة طيعة تستطيع توظيفها
بالشكل المناسب.



همسة

إن
الخواطر الصغيرة مشاريع قصص رائعة، وربما اكتشفت الفتاة نفسها ككاتبة من
خلال ما تداوم عليه من كتابة الخواطر، وقد نصح الشيخ علي الطنطاوي رحمه
الله قراء مذكراته أن يكتبوا ويدونوا ما يمر بهم في يومهم، ربما وجدوا فيه
فائدة عند الرجوع إليها بعد زمن.

ـــــــــــــــــــــــــ